التحذير ممن يحرم صلاة المرأة في البرية


قال الله تعالى: “وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ

إخوة الإيمان اعلَموا أنَّ كُلَّ ما يَنطِقُ بِهِ الانسانُ يُسَجِّلُهُ المَلَكانِ رَقيبٌ وَعَتيد، قالَ اللهُ تَعالى:{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَولٍ الَّا لَدَيهِ رَقيبٌ عَتِيد}.

وقد حذّر رسول صلى الله عليه وسلم من خطر اللسان كثيرًا، فمن ذلك ما صح في سنن الترمذي أن معاذ بن جبل رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قُلْتُ يَا نَبيَّ الله وَإنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ فَقَالَ: “ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّار عَلَى وُجُوهِهِمْ أَو عَلَى مَنَاخِرهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهمْ” اهـ

لذلِكَ لا بُدَّ أنْ يُفَكِّرَ العاقِلُ في كَلامِهِ قَبْلَ النُّطقِ بهِ ليَرى هَلْ هوَ موافِقٌ للشَرعِ أم لا؛ فَهُناكَ عِبَاراتٍ تُناقِضُ الدّين، تُهلِكُ صاحِبَها وَهوَ لا يَشعُرْ وَقَدْ يَظُنُّها مِزاحًا أو لَهوًا وهيَ في الحَقيقَةِ تَكونُ تكذيبًا صريحًا للدين ؛ قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّم:”إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ لا يَرَى بِها بَأسًا يَهْوي بِها في النَّارِ سَبْعينَ خَريفًا“ يَعني يَنْزِلُ في النَّارِ مسافَةَ سَبعينَ سَنَةٍ .

ومما يجب التحذير منه قول بعض الناس (لا يجوز للمرأة أن تصلي في البرية أمام الرجال)، وهذا تحريم لما أحل الله تعالى. لأن الواجبَ عليها أن تؤديَ الصلاة في وقتها سواءٌ بحضرةِ الرجال أم لا ما دامت محتشمة. كما هو حالها في مكةَ والمدينةِ.

والله تعالى لم يجعل للمرأة شريعتين، شريعةً في بيتها وشريعةً خارجَه.

اختر لغتك