[ذِكْرُ نَسَبِ] النَّبِيِّ صلى اللهُ عَليهِ وسَلَّم

هَوَ: محمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ عبدِ الْمُطَّلِبِ بنِ هاشِمِ بنِ عبدِ مَنافِ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلابِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غالبِ بنِ فِهْرِ بنِ مالكِ بنِ النَّضْرِ بنِ كِنانَةَ بنِ خُزَيْمَةَ بنِ مُدْرِكَةَ بنِ إِلْياسَ بنِ مُضَرَ بنِ نِزَارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنَانَ.

هذا هوَ الْمُتَّفَقَ عليهِ، وفِيما بَعْدَ عَدْنانَ إلى ءادَمَ خِلافٌ كثيرٌ.

وَاُمُّهُ صلى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ ءامِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافِ بنِ زُهْرَةَ بنِ كِلابِ ابنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ.

 

[مَوْلِدُهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ]

وُلِدَ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يومَ الاثنينِ في شَهْرِ رَبيعٍ الأَوَّلِ مِنْ عامِ الفيلِ، قيلَ : ثانِيْهِ، وقيلَ: ثالِثُهُ، وقيلَ: ثاني عَشَرِهِ، وقيلَ غَيْرُ ذلك.

وكانت قَدْ حَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ في أيامِ التَّشْريقِ عِنْدَ الجَمْرَةِ الوُسطى، وقيلَ غيرُ ذلك.

وَلَيْلَةُ مِيلادِهِ عَلَيْهِ الصلاةُ والسلامُ اضْطَرَبَ إيْوَانُ كِسْرَى حَتَّى سُمِعَ صَوْتَهُ، وَسَقَطَتْ مِنْهُ أرْبَعَ عَشْرَةَ شُرْفَةً، وَخَمَدَتْ نارُ فارِسٍ وَلَمْ تَخْمُدْ قَبْلَ ذلكَ بِأَلْفِ عامٍ، وغاضَتْ بُحَيْرَةُ سَاوَة.

 

[رَضَاعُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم]

وَأرْضَعَتْهُ عَلَيهِ الصلاةُ والسلام حَلِيْمَةُ بنتُ أبي ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيَّةُ، وعندَها شُقَّ صَدْرُهُ وَمُلِئَ حِكْمَةً وإِيْمَانًا بَعْدَ أَنِ اسْتُخْرِجَ حَظُّ الشَّيْطانِ مِنْهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.

وَأَرْضَعَتْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أيضًا ثُوَيْبِيَةُ الأَسْلَمِيَّةُ جارِيَةُ أبي لَهَبٍ.

وَحَضَنَتْهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ أُمُّ أَيْمَنَ بَرَكَةُ الحَبَشِيَّةُ وَكانَ وَرِثَها مِن أبِيْهِ، فَلَمَّا كَبِرَ أَعْتَقَها وَزَوَّجَها زَيْدَ بنَ حارِثَةَ.

[نَشْأَتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ]

وَتُوُفِّيَ أُبُوهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ حَمْلٌ، وَقيلَ: وَلَهُ شَهْرَانِ، وقِيْلَ: سَبْعَةٌ، وَقِيْلَ: ماتَ أُبُوهُ وَلَهُ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ شَهْرًا.

وماتَتْ أُمُّهُ وَهُوَ ابنُ أرْبَعِ سِنِيْنَ، وَقِيْلَ: سِتِّ سَنَوَاتٍ.

وَكَفَلَهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ جَدُّهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ.

فَلَمَّا بَلَغَ ثَمانِي سِنِتنَ وَشَهْرَيْنِ وَعَشَرَةَ أَيَّامٍ تُوُفِّيَ جَدُّهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، فَوَلِيَهُ عَمُّهُ أبو طالِبٍ.

وَلَمَّا بَلَغَ اثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَةً وَشَهْرَيْنِ وعَشَرَةَ أيَّامٍ خَرَجَ مَعَ عَمِّهِ أبي طالِبٍ إلى الشَّامِ، فَلَمَّا بَلَغَ بُصْرَى رَآهُ بَحِيرَا الرَّاهِبُ، فَعَرَفَهُ بِصِفَتِهِ، فَجاءَهُ وَأَخَذَ بِيَدِهِ، وقالَ: هذا رَسُولُ رَبِّ العالَمِينَ يَبْعَثُهُ اللهُ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ، إِنَّكُم حِينَ أَقْبَلْتُم مِنَ العَقَبَةِ لَمْ يَبْقَ حَجَرٌ وَلا شَجَرٌ إلَّا خَرَّ ساجِدًا وَلا يَسْجُدانِ إِلَّا لِنَبِيٍّ، وإِنَّا نَجِدُهُ في كُتُبِنا مَوْصًوفًا، وعِنْدَ مَن تَقَدَّمَنا مَعْرُفًا، ثُمَّ قالَ لأَبي طالِبٍ: لَئِنْ قَدِمْتَ بهِ الشَّامَ لَيَقْتُلَنَّهُ اليَهُودُ. فَرَدَّهُ خَوْفًا عَلَيْهِ مِنْهُم.

ثُمَّ خَرَجَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَرَّةً ثانِيَةً إلى الشَّامِ مَعَ مَيْسَرَةَ غُلامِ خَديجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها في تِجارَةٍ لَهَا قَبْلَ أَن يَتَزَوَّجَها، فَلَمَّا قَدِمَ الشَّامَ نَزَلَ تَحْتَ ظِلِّ شَجَرَةٍ قَرِيبًا صَوْمَعَةِ راهِبٍ، فقالَ الرَّاهِبُ: ما نَزَلَ تَحْتَ هذِهِ الشَّجَرَةِ قَطُّ إِلَّا نَبِيٌّ، وَكانَ مَيْسَرَةُ يَقولُ: إذا كانَتِ الهَاجِرَةُ وَاشْتَدَّ الحَرُّ نَزَلَ مَلَكانِ مِنَ السَّماءِ أَنْظُرُهُما يُظِلَّانِهِ.

وَلَمَّا رَجَعَ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ مِنْ سَفَرِهِ ذلكَ تَزَوَّجَ خَدِيْجَةَ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وعُمُرُهُ خَمْسٌ وعِشْرُونَ سَنَةً وشَهْرانِ وَعَشَرَةُ أيَّامٍ، وقِيلَ غَيْرُ ذلكَ.

وَلَمَّا بَلَغَ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ خَمْسًا وثَلاثِيْنَ سَنَةً شَهِدَ بُنْيانَ الكَعْبَةَ، وَوَضَعَ الحَجَرَ الأَسْوَدَ بِيَدِهِ.

 

[بِعْثَتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ]

وَلَمَّا بَلَغَ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً وَيَوْمًا ابْتَعَثَهُ اللهُ تَبارَكَ وتَعالى لِلْعالَمِيْنَ بَشِيْرًا وَنَذِيْرًا، وأتاهُ جِبْرِيْلُ عَلَيْهِ السَّلامُ بالوَحْيِ مِنْ رَبِّ العالَمِيْنَ بِغارِ حِرَاءٍ، فقالَ: اقْرَأ، فقالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: "مَا أَنا بِقَارِئ"، قالَ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: فَأخَذَني فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَني، فقالَ: اقْرَأ، فَقُلْتُ: "مَا أَنا بِقارِئ"، فقالَ لِي في الثالِثَةِ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)}.

وَكَانَ مَبْدَأُ النُّبُوَّةِ فِيما ذُكِرَ يَوْمَ الاثنَيْنِ ثامِنَ شَهْرِ رَبِيعٍ الأوَّلِ.

ثُمَّ حاضَرَهُ أَهْلُ مَكَّةَ في الشِّعْبِ، فأقامَ مَحْصُورًا دُونَ الثَّلاثِ سِنِينَ هُوَ وأَهْلُ بَيْتِهِ، وَخَرَجَ مِنَ الحِصَارِ وَلَهُ تِسْعٌ وأرْبَعُونَ سَنَةً.

وَبَعْدَ ذَلِكَ بِثَمانِيَةِ أَشْهُرٍ وَواحِدٍ وعِشْرِيْنَ يَوْمًا ماتَ عَمُّهُ أبو طالِبٍ وَماتَت خَدِيْجَةُ بَعْدَ ابي طالِبٍ بِثَلَاثَةِ أيَّامٍ.

وَلَمَّا بَلَغَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ خَمْسِيْنَ سَنَةً وثَلاثَةَ أَشْهُرٍ قَدِمَ عَليهِ جِنُّ نَصِيْبِيْنَ فأسْلَمُوا.

وَلَمَّا بَلَغَ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ إحْدَى وَخَمْسِينَ سَنَةً وَتِسْعَةَ أَشْهُرٍ أُسْرِيَ بهِ مِنْ بَيْنِ زَمْزَمَ وَالْمَقَامِ إلى بيتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ أُتِيَ بِالبُرَاقِ، فَرَكِبَهُ وَعُرِجَ بِهِ إلى السَّماءِ، وفُرِضَتِ الصَّلاةُ.

وَلَمَّا بَلَغَ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ ثَلاثًا وخَمْسِيْنَ سَنَةً هاجَرَ مِنْ مَكَّةَ إلى الْمَدِيْنَةِ في يومِ الاثْنَيْنِ لِثَمانٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبيعٍ الأَوَّلِ، ودَخَلَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الاثنينِ، فأقامَ بِها عَشْرَ سِنِيْنَ سَوَاءً، وتُوُفِّيَ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ.

وَفي بَعْضِ هذهِ التَّوارِيْخِ خِلافٌ بينَ أَهلِ النَّقْلِ، ذَكَرْنا مِنْهُ ما حَصَرْنَاهُ في كِتابِنا الْمُسَمَّى بــ "عُيُونِ الأَثَرِ".

 

اضغط على الرابط لقرأة المزيد 

 

 

 

 

 

اختر لغتك